تجربتي في تقوية شخصية ابني كانت مليئة بالتحديات؛ هكذا افتتحت كلماتها إحدى الأمهات التي شاركتنا في الاستطلاغ الذي أجريناه لجمع التجارب الوارده في هذا المقال من موقع ذواتنا.
ونستعرض في هذا المقال مجموعة من تجارب الأمهات والآباء في محاولات تقوية شخصية أطفالهم، وأهم التقنيات التي أحدثت فرقًا إيجابيًا في هذه المحاولات وانعكست على شخصية الأطفال بالقوة.
تجربتي في تقوية شخصية ابني
حدثتنا إحدى الأمهات تدعى مدام أسماء قائلة: كنت ألاحظ نزوع ابني للصمت في التجمعات العائلية، وكنت أعتقد أنه ولد مهذب وأن هذا أمر جيد، ولكن أخبرتني إحدى القريبات ذات مرة أن الولد خجول أكثر من اللازم، وأن هذا غير طبيعي.
ومن هنا بدأت في متابعة باقي تصرفات طفلي، ولاحظت نزوعه الدائم للانسحاب من كافة المواقف الاجتماعية حتى التي بها أطفال من نفس عمره، كما لاحظت عدم قدرته على التعبير عن رأيه في أي شيء، وأنه من السهل انسياقه أمام آراء من معه من الأطفال.
من هنا أدركت أن طفلي يعاني من مشكلة في شخصيته، وقد استشرت مختص نفسي، فأكد لي أن هذا من مظاهر ضعف الشخصية عند الأطفال، ولكن لحسن الحظ فالأطفال لم تكتمل بناء شخصيتهم بعد، وبالتالي يمكن معالجة الأمر باتباع بعض النصائح لتقوية شخصية طفلي، وبالفعل بدأت تجربتي في تقوية شخصية ابني.
بدأت باتباع نصائح المختص النفسي؛ فأجريب مع طفلي حوارًا مفتوحًا تحدثت معه حول العائلة وأمورها، وطلبت الاستماع إلى رأيه، واستمعت له جيدًا بإنصات لأتفهم مشاعره وأفكاره.
فاكتشفت أن لديه الكثير من المخاوف فتحدثت معه حولها، وأخذت منه وعد بأن يحدثني عن هذه المخاوف دائمًا وأن نحلها معًا.
ثم بدأت بتشجيعه على الحديث في التجمعات العائلية وأخذ رأيه أمام الناس مع توضيح الفخر برأيه وأردد له عبارات أن آراؤه جيدة أمام الجميع، وبدأت ألاحظ زيادة في ثقة طفلي بنفسه وما زلت استمر في تعزيز ثقته بنفسه.
تجربتي في تقوية شخصية ابني ضعيف الشخصية
روت مدام علا ما حدث معها قائلة: بدأت ملاحظة ضعف شخصية ابني بعد دخوله المدرسة، فقبل ذلك كان قليل الاحتكاك بالناس، وكنت أعتقد أن هذا هو سبب ضعفه مع صغر سنه طبعًا.
ولكن عندما دخل المدرسة كانت أولى محطاتي في تجربتي في تقوية شخصية ابني، فقد لاحظت عدم قدرته على مشاركة زملاؤه في أي نشاط، ولاحظت خجله الدائم منهم، وتوتره حين يُطلب منه أي نشاط يقوم به أمام الفصل.
كما لاحظت تبعيته لآراء زميله الوحيد دائمًا، وعدم قدرته على قول لا على أي شيء يطلبه منه هذا الزميل، كما لاحظت اعتماده عليّ في كل شيء.
رأيت أيضًا عدم ثقته في نفسه أو في قدرته على إتمام الواجبات المدرسية، وعدم قدرته على الرد على المعلمين حتى مع علمه للإجابات، ومن هنا تأكدت من أنه يعاني ضعفًا في شخصيته، وبدأت تجربتي في تقوية شخصية ابني، وقد اتبعت النصائح التالية:
- اشتركت له في لعبة رياضية: اشتركت له في لعبة كرة القدم ليتعلم كيفية التعاون مع الفريق، ولكني فوجئت به غير متقبل الأمر ولا يحب أبدًا مشاركتهم، من هنا جاءت لي فكرة الاشتراك في لعبة فردية حيث يشعر فيها بالإنجاز بمفرده وتزيد ثقته بنفسه بهذه الطريقة، ومن ثم محاولة الاشتراك في لعبة جماعية مرة أخرى.
- دربته جيدًا على أداء أغنية استعراضية يحبها: استغليت حبه لأغنية من أغاني الأطفال ومحاولته الدائمة في تقليد حركاتها، وأشدت بأداؤه عليها ودربته عليها أكثر وأكثر ثم حفزته لأن يقدمها في حفلة أمام زملاؤه، وقد كان معترضًا وقلقًا في البداية إلا أني أكملت في تشجيعه، كما وعدته بهدية كبيرة إذا نفذها أمامهم، واخبرته أنه قادرًا على ذلك وأنهم سينبهرون بأداؤه، وقد رفض أن يؤديها في المدرسة، فأخبرته أن يؤديها أمامهم في حفل عيد ميلاده في البيت، وبالفعل قد فعل هذا وكافئته عليه مما رفع من ثقته بنفسه.
- أسندت إليه بعض المسئوليات: عرفت أن من أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال؛ عدم تحملهم أي مشئولية، لذلك بدأت في تحميله بعض المسئوليات البسيطة، فأصبحت أطلب منه أن يشتري لي بعض الأغراض البسيطة من المحل القريب من المنزل، وأصبحت أعتمد عليه في ترتيب غرفته بدلًا من ترتيبها بنفسي.
وقد استمريت على هذه النصائح وغيرها لفترة طويلة ثم بدأت أرى تحسن تدريجي في شخصية طفلي، وقد ساعدني في ذلك تعاون معلمته في المدرسة حيث شرحت لها الأمر وطلبت منها إعطاء بعض الاهتمام بمشاركته معها ومتابعته وتشجيعه لتزيد من قوة شخصيته.
اقرأ أيضًا: صفات الطفل ضعيف الشخصية (15 صفة من صفات الطفل الغير واثق من نفسه)
تجربتي في تقوية شخصية طفلي
حكت لنا مدام هاجر تجربتها في تقوية شخصية طفلها قائلة: كانت تجربتي في تقوية شخصية ابني مليئة بالتحديات، كما أنها كانت صعبة بعض الشيء.
وذلك حيث لم يكن ضعف شخصية ابني مسئوليته وحده، وإنما كانت مسئوليتنا جميعًا، فقد كان طفلي يتعرض للتنمر من العائلة، وللأسف لم أكن أرد عنه هذا التنمر احترامًا لهؤلاء المتنمرين الذين تربطني معهم علاقة وثيقة.
وقد تسبب هذا التنمر في تدمير ثقة طفلي بنفسه تمامًا، وقد تشوهت صورته الذاتية عن نفسه، فقد أصبح يرى نفسه شخصًا قبيحًا لا يستحق أي شيئًا جيد.
وقد أصبح شخصًا عنيفًا ومندفع لا أعلم هل يحاول إثبات الصورة المشوهة أم أن بداخله غضب مكبوت، ولكن على كل حال كان يجب أن أبدأ في تجربتي في تقوية شخصية ابني.
وقد كانت البداية من حل المشكلة في الأصل؛ ألا وهي التنمر، فقد أصبحت أمنع أي شخص من التنمر عليه، وأرفض توجيه أي كلمات غير لائقة له مهما كلفني الأمر.
كما أصبحت أخبره بأني فخورة به، وأني أحبه على كل حال، كما أصبحت أتعمد أخذ رأيه أمام التجمعات العائلية وأشيد بهذه الآراء بنبرة حازمة تخبر أني لن أسامح بأي تجاوز على طفلي.
كما أصبحت أخبره دائمًا كم هو جميل، وأشيد بكل إنجاز يقوم به، وأعلمه كيف يرد على الكلمات السلبية دون أن تؤثر به، كما أخبرته بأن التنمر لا يصدر إلا من شخص ضعيف وأن المشكلة في الأصل هي لدى المتنمر وليس لديه هو.
وقد لاحظت أيضًا أن طفلي يواجه صعوبة في التواصل مع الناس، ويواجه صعوبة في التعبير عن آراؤه أو عن ننفسه، فبدأت بإجراء الحوارات المفتوحة معه، وتوجيه الأسئلة له حول أراؤه ومشاعره، لأعزز من قدرته على التواصل والتفاعل.
كما بدأت في تشجيعه على التواصل أكثر مع زملاؤه في المدرسة، وتواصلت مع معلمته لتحاول إشراكه في بعض الأنشطة المدرسية مع الطلاب ليتعود على التفاعل معهم.
بالطبع لم يتحسن الحال في يوم وليلة فعبارات تعزيز الثقة بالنفس عند الأطفال والتقنيات المختلفة لتقوية شخصيتهم تأخذ وقتًا طويلًا لتعمل.
وقد استمرت تجربتي في تقوية شخصية ابني فترات طويلة حتى بدأ طفلي بالتحسن، وبدأ يستعيد ثقته بنفسه، فبدأت أشترك له في بعض الرياضات والأنشطة لزيادة قدرته على التفاعل والتواصل مع من حوله.
اقرأ أيضًا: ألعاب تزيد ثقة الطفل بنفسه (13 لعبة ونشاط لبناء الثقة بالنفس عند الأطفال)
إلى هنا ينتهي مقالنا الذي يحمل عنوان تجربتي في تقوية شخصية ابني، وذلك بعدما استعرضنا تجارب بعض الأمهات حول تقوية شخصية أطفالهن، واستعرضنا أهم النصائح التي اتبعوها في خلال رحتلهم.
For the reason that the admin of this site is working, no uncertainty very quickly it will be renowned, due to its quality contents.
Great information shared.. really enjoyed reading this post thank you author for sharing this post .. appreciated