نفسية الأطفال والمراهقين

أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال 9 أسباب خطيرة

أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال وأهم الأسباب التي تؤدي لضعف تقدير الأطفال لأنفسهم، الأمر الذي يؤثر على كافة مناحي حياتهم بداية من فترة الطفولة، وتستمر أثرها السلبية إلى بعد بلوغهم.

وتتسبب ضعف ثقة الأطفال بأنفسهم في فقدانهم القدرة على خوض التجارب الجديدة، وتعيق قدرتهم على استكشاف الحياة من حولهم، كما يمكن أن تتسبب في فقدانهم الثقة بقدرتهم على أداء المهام الموكلة إليهم.

وتتسبب هذه المشكلة أيضًا في تغييرات سلبية كبيرة جدًا في سلوكيات الأطفال، كما قد تتسبب في توقفهم عن محاولة القيام بأي شيء، فهم يشعرون أنهم ليسوا جيدين بما يكفي للقيام بأي مهمة، وأنهم لن يستطيعوا إنجاز أي شيء.

وبالتالي فإن عدم الثقة بالنفس عند الأطفال من أكثر المشكلات التربوية التي تواجه الوالدين، لذلك نتناول في هذا المقال من موقع ذواتنا تفسيرًا شاملًا لأسباب هذه المشكلة، كما سنتناول في مقال آخر كيفية علاج هذه المشكلة.

أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال

تتطور الثقة بالنفس عند الأطفال منذ مراحل متقدمة من أعمارهم، ومع مرور الوقت يمكن لهذه الثقة أن تنمو أو تضعف، وذلك بحسب ما يتعرض له الطفل في مرحلة الطفولة.

وقد أوضح موقع رابطة علم النفس الأمريكية أنه قد يحدث اضطراب أو ضعف كبير في الثقة بالنفس لدى الأطفال عند مرحلة المراهقة، وذلك بسبب التغيرات الجسدية والنفسية والبيئية والتربوية التي يتعرضون لها.

وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف ثقة الأطفال في أنفسهم سواء في طفولتهم المبكرة أو في بداية المراهقة، وهي كالتالي:

أولًا: المقارنة مع الآخرين

تنقسم المقارنة مع الآخرين إلى قسمين؛ أولهما هو مقارنة الطفل لنفسه بزملائه أو إخوانه، حيث يقول علماء النفس أن الطفل ما بين عمر السادسة والحادية عشر يبدأ في مقارنة نفسه بأقرانه.

وذلك من ناحية الأداء ومن الناحية الاجتماعية وغير ذلك من نواحي المقارنة، ويأتي هنا دور الوالدان للتحدث مع الطفل، والتأكيد على قيمته، والتأكيد على عدم جدوى تلك المقارنات، والتأكيد على فردانيته كشخص واختلاف كل شخص عن الآخر.

أما القسم الثاني للمقارنات مع الآخرين، فهي المقارنات التي يعقدها الوالدان أو المعلمين، فعلى سبيل المثال؛ يقارن الآباء بين الأخوة من حيث الالتزام، أو يقارن المعلمين بين الطلاب من حيث درجات الاختبارات مثلًا، وبالتأكيد تلك المقارنات من أسوء ما يمكن أن يفعله الآباء أو المعلمين حتى وإن قاموا به بحسن نية، وبالطبع يحتاج ذلك للكثير من الانضباط الذاتي.

ثانيًا: الغضب الزائد عند خطأ الأطفال

نعرف جميعًا أن خطأ الأطفال شيء وارد وطبيعي جدًا، ولذلك يجب التعامل مع هذه الأخطاء بحكمة، واعتبارها فرصة للتعلم، والابتعاد عن الغضب الزائد أو التعدي.

الغضب الزائد من أهم أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال، وذلك حيث يجعل الأطفال في حالة تخوف دائم، ويحرمهم من القدرة على تجربة أي شيء جديد.

وإذا صاحب هذا الغضب  عقاب بدني؛ فسيتضاعف الأثر السلبي، فبجانب حالة التخوف الدائم، فهو يسبب للطفل شعورًا داخليًا بأنه شخص سيء، ويشعر الطفل أنه ستحق الإيذاء والمعاملة السيئة دائمًا ومن الجميع، وبالتالي يفقد الطفل ثقته في نفسه وتقديره لذاته.

ثالثًا: التسلط من أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال

يبالغ بعض الآباء في فرض آرائهم على الأطفال، ولا يسمحون لهم بالتعبير عن آرائهم أو رغباتهم، وذلك اعتقادًا منهم بأنهم يقومون الطفل.

ولكن على العكس فإن هذا التسلط يفقد الطفل قدرته على الاختيار في المستقبل، كما يفقده الثقة في نفسه عند اتخاذ أي قرار، فبسبب تسلط الوالدان يعيش الطفل عمره كله بشعور أنه غير كفء للتفكير أو اختيار ما يناسبه.

لذلك يجب دائمًا إعطاء الطفل مساحة للاختيار، مع ضرورة احترام رغباته وقراراته، وفي حال كنت تخشى أن يختار الطفل شيئًا غير مناسبًا، يمكنك تخييره بين أمرين مقبولين بالنسبة لك، بدلًا من فرض خيار محدد عليه.

رابعًا: رفض الوالدين للطفل وعدم دعمه

يسعى كل طفل للحصول على قبول والديه له، فتجد الطفل الصغير دائمًا يحاول لفت انتباه والديه، أو يهرول ناحيتهما بعد كل نشاط ليريهم ما فعله، وينتظر دائمًا ردة فعلهما الإيجابية على كل تصرف جديد يفعله، فقبول الوالدين من أهم الحاجات الأساسية لدى الطفل.

وعلى العكس فإذا لم يحصل الطفل على الموافقة والدعم من الأهل، يشعره هذا بأنه شخصًا مرفوضًا، وهو ما يسبب ضعف ثقته بنفسه.

ويؤثر ذلك على الكثير من سلوكياته كمحاولاته الدائمة للفت الانتباه، أو قد يبدأ بالتنمر على من حوله، وغير ذلك من السلوكيات غير المرغوبة، والتي تستمر معه حتى بعد البلوغ.

خامسًا: زيادة الضغط على الأطفال للحصول على النتائج

يميل معظم الآباء والمعلمين إلى التشجيع، والثناء الدائم على كل مجهود يبذله الطفل الصغير، وذلك دون النظر إلى حجم هذا المجهود، أو حتى مدى تحقيق النتائج المطلوبة.

ولكن مع اقتراب سن المراهقة يبدأ الآباء والمعلمين بالتركيز على مدى تحقيق النتائج، ويطلبون من الطفل بذل المزيد من المجهود، وهو ما يشعره بالإحباط، وقد يصل الأمر لأن يشعر بأنه مرفوض.

بالطبع هذا لا يعني عدم حث الأطفال على بذل المجهود أو تحقيق النتائج، وإنما فقط التعامل بشيء من اللطف والحكمة والتشجيع، وذلك مع تجنب إشعارهم بخيبة أملكم فيهم، وتجنب إصدار اللوم والأحكام السلبية، كما من المفيد أيضًا عدم الإسراف في الثناء والمديح على كل أمر صغير في فترة الطفولة المبكرة.

وقد يتسبب هذا الضغط على الأطفال في دخولهم في حالة اكتئاب، وإذا كنت لا تعلم كيف تدعم من يعاني من الاكتئاب، فقد يفيدك مقالنا كيفية التعامل مع مرضى الاكتئاب

سادسًا: النقد المستمر أحد أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال

يستمد الطفل نظرته لنفسه من نظرة والديه له، فإذا كان الوالدان دائمين النقد له، أو دائمين إصدار الأحكام السلبية عليه، فهذا النقد المستمر أحد أهم أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال، والذي يستمر أثره طوال حياتهم.

والجدير بالذكر هنا أن تأثير هذا النقد يزداد كلما كان الشخص المنتقد شخصًا قريبًا من الطفل أو يحبه الطفل حبًا كبيرًا، فإذا كان الشخص المنتقد شخصًا لا يوليه الطفل أهمية، فقد لا تؤثر آراؤه السلبية تأثيرًا كبيرًا على الطفل، وذلك ما لم يصل هذا النقد إلى حد التنمر المؤذي.

سابعًا: التسفيه من الأشياء التي تخيفهم أو التي لا يستطيعون فعلها

يعتقد بعض الآباء أنه يدعم طفله حين يخبره أن الأمر الذي يستطيع القيام به هو أمر سهل للغاية، ولكن على العكس فهذا يضعف ثقته بنفسه.

فالرسالة الباطنة التي تصل للطفل؛ هي أنه غير قادر على القيام بالأشياء السهلة، وبالتالي فهو غير قادر على القيام بأي شيء.

الأمر نفسه حين يكون الطفل خائفًا من شيئًا ما، فلا يجب أبدًا الرد عليه بأن هذا الأمر لا يخيف، بل يجب طمأنته بأنك متواجد معه وقادرًا على حمايته وتهدئة خوفه.

ثامنًا: الحماية الزائدة للطفل

نتفهم تمامًا رغبتك في حماية صغيرك، واستشعارك القلق تجاهه، ورغبتك في القيام بجميع مسئولياته، وقد تعتقد أن هذه التصرفات تزيد للطفل من شعوره بالاهتمام.

ولكن على الرغم من هذه النية الطيبة، يمكن للحماية الزائدة للطفل أن تحمل للطفل رسالة مبطنة مفادها أنه غير قادر على مواجهة أي شيء بدون تدخلك، وهو ما يفقده ثقته بنفسه.

لذلك من المهم جدًا عدم الإفراط في تصرفات حماية الطفل، كما أنه من المهم توكيل بعض المهام البسيطة له، وذلك ليشعر بأنه قادر على القيام بالأعمال بمفرده.

تاسعًا: التدريس القائم على الخوف

يعتبر علماء النفس أن التربية أو التدريس بالخوف أحد أعداء الثقة بالنفس عند الطفل، وذلك حيث يتفاقم هذا الخوف إلى أن يصل شعور للطفل بأنه وجوده نفسه يحمل الخطأ، ويزداد الأمر سوءًا حين تكون القواعد غير واضحة، فيكون الطفل دائمًا غير متأكد من ارتكابه لخطأ.

ومن الأمور المدمرة لثقة الطفل بنفسه أيضًا، تقييمه على أساس درجاته الدراسية فقط، فالأطفال مختلفون من حيث تحصيلهم الدراسي، وتقييمهم من هذا الجانب فقط يعيق قدرة الطفل على التقييم الحقيقي والصحي لذاته.

ملحوظة: إذا كان طفلك يعاني من عدم الثقة بالنفس، يمكنك اتباع الإرشادات والنصائح الواردة في هذه المقالة “16 نصيحة لعلاج ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال” لعلاجه وتعزيز ثقته بنفسه.

 

وهذه كانت مجموعة من أهم أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال، وننوه إلى أن التربية السليمة هي التربية القادرة على تنشئة طفل يتمتع بتقدير صحي لذاته. وواثق من نفسه ويعرف قدراته، كما ننوه أن التربية الصحيحة تستلزم صبر وعلم وعناية، لذلك سنقدم لكم موضوعات متنوعة لتشمل جميع نواحي التربية، والتي تحتاجونها للوصول بأولادكم إلى بر الأمان


المصادر:

Characteristics Associated with Low Self-esteem among U.S. Adolescents

Signs of Low Self-Esteem in Children & Teens

Causes of Low Self Esteem in Kids

Causes of Low Self-Esteem in Children

Aya Kandil

أخصائي ومرشد نفسي وأسري وتربوي حاصل على دبلومة العلاج النفسي المتكامل، وباحث في مجال الصحة النفسية، وشغوف بقراءة كل ما هو جديد في عالم العلاج النفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى